العراق يواجه أسوأ جفاف في تاريخه.. الفرات على حافة الانهيار البيئي
طقس العرب - يشهد العراق واحدة من أسوأ أزماته المائية في تاريخه الحديث، إذ يتراجع منسوب نهر الفرات إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، ما ينذر بعواقب بيئية خطيرة. ففي ظل استمرار الجفاف و التغيرات المناخية الحاصة في العالم و مما لا شك فيه بأن الشرق الأوسط جزءٌ منها، بات النهر الذي شكّل شريان الحياة لحضارات وادي الرافدين يعاني من ضعف في تدفقه و ازدياد في معدلات التلوث و انتشار الطحالب والنباتات الغازية. هذا التدهور السريع يهدد النظام البيئي في جنوب العراق و يضع ملايين السكان أمام تحديات مائية غير مسبوقة.
أسباب تراجع منسوب نهر الفرات
تعود أزمة الفرات إلى مزيج معقّد من العوامل المناخية و البشرية التي تضافرت لتدفع بالنهر إلى أدنى مستوياته منذ عقود. فمن جهة، أدى تغيّر المناخ إلى انخفاض معدلات الأمطار و ارتفاع درجات الحرارة، مما زاد من معدلات التبخر و تراجع تدفق المياه. ومن جهة أخرى، مشاكل تتعلق بوضع السدود التركية و عملها في تقليص كميات المياه المتدفقة نحو الأراضي العراقية. و مع ضعف البنية التحتية المائية داخل العراق و تناقص المخزون في الخزانات الاصطناعية من 10 مليارات متر مكعب إلى أقل من 8 مليارات، تفاقمت الأزمة لتتحول إلى تهديد مباشر للنظام البيئي و للأمن المائي في البلاد.
أرقام تكشف حجم الأزمة
- توضح الإحصاءات الحديثة مدى خطورة الوضع المائي في العراق، إذ تشير وزارة الموارد المائية إلى أن البلاد تستلم أقل من 35٪ من حصتها الطبيعية من نهري دجلة و الفرات.
- أما المخزون المائي في الخزانات والبحيرات الاصطناعية فقد انخفض من 10 مليارات متر مكعب في مايو/أيار إلى أقل من 8 مليارات متر مكعب فقط، أي ما لا يتجاوز 8٪ من السعة الكلية.
- هذا التراجع التاريخي انعكس بوضوح في المحافظات الجنوبية مثل النجف وكربلاء والناصرية، حيث تقلصت المسطحات المائية وتحولت بعض البحيرات – مثل بحر النجف – إلى برك راكدة متناثرة.
كما أظهرت التقارير البيئية انتشاراً واسعاً لنبات ما يُعرف بورد النيل الغازي الذي يستهلك نحو 5 لترات من المياه يومياً لكل نبتة، ما يزيد من الضغط على الموارد المائية المحدودة ويهدد الحياة المائية بالتدهور والانقراض.
و الجدير ذكره بهذا الصدد، أن العراق مثلها كعموم دول المشرق العربي شهد الموسم الماضي ضعف كبير في أداء الموسم المطري، حيث شهد العراق كان ضعيفاً و متذبذباً، و رغم هطول بعض الأمطار الجيدة شمالًا، فإن المناطق الوسطى والجنوبية (مثل النجف وكربلاء والناصرية) سجلت كميات محدودة جدًا، ما أدى إلى استمرار أزمة الجفاف وتراجع منسوب الأنهار والخزانات.
كما و تميز الموسم أيضًا بـ توزيع غير منتظم للأمطار؛ فترات جفاف طويلة تخللتها موجات مطر غزيرة قصيرة، مما زاد من تدهور النظام المائي والبيئي في البلاد.
اللهم اسقِ بلاد المسلمين غيثاً نافعاً طيباً مباركاً