الأردن بعد غياب العواصف الثلجية العام الماضي هل تعود هذا الشتاء في ظل توقعات عودة ظاهرة اللانينا ؟
طقس العرب - شهدت المملكة خلال موسم شتاء 2024/2025، شتاء ضعيف نسبياً تمثل بقلة الحالات الجوية والمنخفضات الجوية التي اندفعت نحو المنطقة، وانعكس ذلك على المجموع المطري الضعيف في أغلب مناطق المملكة مع نهاية الموسم.
و كأمر طبيعي لم تشهد المملكة خلال الشتاء الماضي تساقط شامل للثلوج أو تشكل منخفضات او عواصف ثلجية، كانعكاس لضعف وصول الكتل الهوائية الباردة والهواء القطبي إلى المنطقة ككل، حيث نجحت فقط كتلة قطبية وحيدة في شهر فبراير بالوصول إلى تركيا ولم تسمح الظروف الجوية بتعمقها نحو الحوض الشرقي للمتوسط بما فيها المملكة، واقتصر تأثيرها على تشكل موجة برد قوية ترافقت مع انخفاض حاد على الحرارة وهطول متفرق لبعض الأمطار و الزخات الثلجية على بعض المرتفعات الجبلية.
بدايةً ما هي أحدث توقعات ظاهرة اللانينا ؟
تشير أحدث التوقعات إلى احتمال عودة ظاهرة اللانينا (La Niña) في المحيط الهادئ خلال خريف الحالي وشتاء 2025/2026، مع زيادة فرص حدوثها في الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر 2025، ويقصد بظاهرة اللانينا انخفاض درجة حرارة سطح مياه البحر في الجزء الاستوائي من المحيط الهادئ، مما يؤدي إلى تأثيرات مناخية متنوعة على مستوى العالم، كزيادة خطر الفيضانات والجفاف في مناطق مختلفة وتشكل موجات برد في بعض المناطق.
إحصائياً ترتبط ظاهرة اللانينا بشتاء أبرد من المعتاد في المنطقة
وبالنظر إلى الأمر من الناحية الإحصائية، نجد أن المملكة شهدت فصول شتاء أبرد من المعتاد من ناحية درجات الحرارة، مقابل أمطار حول لأقل من المعدلات خلال مواسم عدة تزامنت مع تطور ظاهرة اللانينا في المحيط الهادئ، لكن هذا لا يعني شرطاً الجزم بحدوث تساقطات ثلجية أو تشكل عواصف ثلجية خلال موسم الشتاء القادم، حيث يؤكد المختصون في طقس العرب، أن وصول كتل هوائية قطبية إلى المملكة يحتاج إلى تفاصيل دقيقة جداً و تشكل أنظمة جوية في النصف الشمالي من الأرض، تسمح بوصول الهواء القطبي إلى المنطقة، يتمثل ذلك بضرورة تشكل مرتفع جوي قوي بمناطق واسعة من أوروبا، بالإضافة إلى تركز اندفاع الكتل القطبية نحو شرق وجنوب شرق أوروبا وتركيا، وضرورة وصول الهواء القطبي نحو مياه الحوض الشرقي للمتوسط بالشكل الذي يسمح بتشكل منخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية قطبية.
وعلى الرغم من التوقعات التي تشير إلى تطور ظاهرة اللانبنا، لا يمكن غض النظر أيضاً عن عوامل جوية أخرى تعتبر مهمة وتؤثر على مناخ المنطقة، كمعامل القطب الشمالي ومعامل شمال الأطلسي بالإضافة لسلوك هذه المعاملات، والتي تؤثر بشكل مباشر على حركة و اندفاع التيار النفاث القطبي نحو المنطقة.
لذا نؤكد في طقس العرب، أنه من الصعب من الآن توقع تساقط الثلوج خلال الشتاء القادم، نظراً لبعد الفترة الزمنية والتي تتجاوز ال3 شهور، أو بالنظر فقط إلى الناحية الإحصائية أو اعتماد ظاهرة جوية معينة.
وننصح الجميع بمتابعة النشرات الموسمية والتي تصدر شهرياً داخل تطبيق طقس العرب لمواكبة آخر تطورات الحالة الجوية.