أول دراسة عربية.. تأثير تغير المناخ على توزيع الزواحف والثعابين في الأردن وبلاد الشام
طقس العرب-احَسَن الاستاذ الدكتور محمد الفرجات في مقاله الأخير بدَعُوته الى تأسيس" مركز الأمصال الاردني" لمواجهة النقص الحاصل في الامصال الخاصة بلدغ والزواحف والثعابين والافاعي .
وتَحفزي على كتابة هذه الدراسة .
الفرق بين الثُعَبان والأفَعَى والحَيّة
في البداية يجب التفريق بين المصطلحات التالية :- الثُعَبان ،الأفَعَى ،الحَيّة.
الثُعبان:- حَجُمه ضخم، عندما يكون صغيراً يُطلق عليه " حَيّه " سواء كان ذكراً او انثى وإن كَبر وتَضّخم حَجُمه ، والانثى من الثعبان تسمى أفعْى.
ومع انتشار ظاهرة الحديث عن الثعابين والافاعي وبشكل خاص الثعابين السامة في الاردن وبلاد الشام وخاصة في الفترة الأخيرة، لابد لنا من ان نَتطّرق الى المواضيع التالية:-
اولاً :- إن الزواحف والثعابين موجودة منذ أن خلق اللّه الأرض ومن عليها ، ولكن بدون شك ان وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها قد ساهم في تسليط الأضواء على هذه الظاهرة التي اصبحت تُشغل الرأي العام في المجتمع الاردني وبلاد الشام إعتماد على الميثولوجيا الشعبية - قصص الافاعي والحيايا - وهي محور أساسي في الحكايا الشعبية المشرقية وخاصة في الأرياف .
والسؤال:- هل الزواحف والثعابين قد انتشرت في هذه الأوقات بشكل أكثر من كل الاوقات الأزمنة السابقة !!!!؟؟. وهل حافظت تلك الزواحف والثعابين على مَوْئِل الاصلي لها لتتجاوزه إلى أماكن ومناطق جديدة !!!؟؟ ام تحركت لاسباب اخرى !!!
لقد لعبت ظاهرة التَغّير المُناخي دوراً كبيراً في الحركة الافقية والعمودية للزواحف والثعابين في الاردن والمنطقة من خلال عدة عوامل نوجزها فيما يلي:-
- فقدان وتهديد المَوْئِل الاصلي وهو المكان الاصلي والطبيعي الذي تتواجد فيه الزواحف والثعابين من اجل العيش والتكاثر، هو غالباً في الغابات والأودية والشعاب والمغاور والكهوف والأراضي الزراعية والمناطق الوعرة ، فقد شَهدت هذه المناطق عدة عوامل طبيعية وبشرية هَددتهُ بشكل مباشر، وهي الزحف العمراني ، المشاريع الزراعية الحديثة ، بيوت الضيافة الريفية ، رحلات المشي عبر المسارات والدروب ، التخييم، وما يرافق تلك الأنشطة والفعاليات من تهديد مباشر للمَوْئِل الأصلي.
- فقدان الكثير من المصادر الاصلية للغذاء للزواحف والثعابين مثل الحشرات والقوارض والزواحف الصغيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات سقوط الأمطار وتذبذبها.
- كما ساهمت عمليات نقل الرمال والحجارة والخضروات والفواكه من منطقة الى منطقة اخرى في حمل الكثير من صِغَار تلك الزواحف والثعابين أو بيوضها الى مناطق جديدة لم تكن لم تكن موجوده فيها اصلا ..ومثال ذلك " أفعى فلسطين " التي كانت تتواجد فقط في مناطق شمال الاردن محافظات:- اربد وجرش وعجلون، ولكن اصبحت تشاهد في جميع مناطق المملكة من شمالها حتى جنوبها وشرقها ، وهنا بدات دورة حياة جديدة لها في الموطن الجديد.
ولهذه الأسباب فقد قامت هذه الزواحف والثعابين بالانتقال القسري من موطنها الاصلي الى مواطن جديدة بحثاً عن مصادر غذاء جديدة إضافة الى مكان آمن للعيش والتكاثر ، واستطاعت التأقلم مع البيئة الجديد بسرعة معتمدة على خصائص فسيولوجية خاصة بها . ولهذا زحفت وبقوة الى القرى والمدن والاماكن السكنية بحثا مصادر الغذاء متحديه نظام المحيط الحيوي .
خلاصة القول: لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً في التعريف بأنواع تلك الزواحف والثعابين وخاصة السامه منها وطرق التعامل معها وبالاخطار المترتبه على لدغها ، كما ساهمت عملية التغير المناخي في الحركة الافعوانيه لتلك الزواحف والثعابين الى مناطق واماكن جديدة لم تكن موجوده فيها حتى تسعينيات القرن الماضي ..