الحرب في غزة تخلف 4 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون خلال 600 يوم
طقس العرب - مع استمرار العدوان على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 600 يوم، لا تقتصر تداعيات الحرب على الخسائر الإنسانية والبنية التحتية، بل تمتد لتشمل كوكب الأرض نفسه، حيث تشير تقديرات حديثة إلى أن العمليات العسكرية الجارية تسببت بانبعاث نحو 4 ملايين طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، أحد أبرز الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
أرقام كبيرة تعكس حجم الكارثة البيئية
ويُعد هذا الرقم ضخمًا عند مقارنته بمعدل الانبعاثات لدول كاملة؛ فمثلًا، تساوي هذه الكمية تقريبًا ما تنتجه دولة مثل أيسلندا أو مالطا في عام كامل. كما تفوق انبعاثات بعض الدول النامية خلال أكثر من عام، مما يضع الحرب في مصاف النشاطات الكبرى المسببة لتغير المناخ رغم محدودية المساحة الجغرافية التي تجري فيها الأحداث.
الوقود والتدمير والحرائق هي مصادر الانبعاث الكربونية
وتنتج هذه الانبعاثات عن الطائرات الحربية والصواريخ والدبابات والآليات العسكرية إضافةً إلى الحرائق واسعة النطاق التي نشبت نتيجة القصف، والتي طالت المباني السكنية والمصانع والمرافق المدنية. كما ساهمت عمليات إعادة الإعمار الأولية التي تتم بين فترات التصعيد في زيادة الانبعاثات، مع الاستخدام الكثيف لمواد البناء والوقود.
الأثر المناخي للانبعاثات الكربونية
من الناحية المناخية، يُسهم هذا الكم الهائل من ثاني أكسيد الكربون في عزيز ظاهرة الاحتباس الحراري، ويدفع باتجاه المزيد من لاختلالات المناخية ولظواهر المتطرفة مثل موجات الحرّ والأمطار الغزيرة. ورغم أن التركيز غالبًا ما يكون على دول صناعية كبرى، إلا أن هذه الحرب تبرز كمثال حي على أن الصراعات المسلحة أصبحت مصدرًا مؤثرًا في تدهور المناخ العالمي.
وفي ظل جهود العالم الحثيثة لخفض الانبعاثات والتصدي لأزمة المناخ، يثير هذا الواقع تساؤلات جوهرية حول كلفة الحروب على البيئة، ويدعو إلى اعتبار الأمن المناخي جزءًا لا يتجزأ من الأمن الإنساني. فما يحدث في غزة، لا يبقى في غزة فقط، بل يصل أثره إلى الغلاف الجوي الذي نتشاركه جميعًا.