بمسار نادر.. دول عربية تتأثر ببقايا إعصار غابرييل
طقس العرب - تُشير أحدث نواتج المُحاكاة الحاسوبية و صور الأقمار الإصطناعية إلى تواجد الاعصار غابرييل المُصنف من الدرجة الأولى بالقرب من جزر الأزور اليوم الجمعة، و قد جلب الأمطار الغزيرة و الرياح العاتية إلى الجزر في وقت سابق من اليوم. و يُتوقع أن يسلك هذا الاعصار مساراً نادراً خلال الأيام القادمة نحو البرتغال و سواحل المغرب.
نشأة الإعصار غابرييل
تشكَّل إعصار غابرييل مع انتصاف شهر سبتمبر 2025 من موجة استوائية في المحيط الأطلسي، حيث بدأ كعاصفة مدارية ثم تحول إلى إعصار من الدرجة الأولى، و نظراً لتوافر مياه دافئة في تلك المنطقة و ظروف جوية أخرى ساعدت تطوره إلى إعصار من الدرجة الرابعة بسرعة رياح بلغت حوالي 220 كم/س وضغط جوي في مركزه حوالي 948 مليبار.
المسار المتوقع للإعصار غابرييل
بعد جزر الأزور، مُتوقع أن يفقد صفاته المدارية و يُسمى في علم الأرصاد الجوية عاصفة ما بعد المدارية، لكنه يواصل تحركه نحو البرتغال، حيث يُتوقع أن يصل إلى الأراضي البرتغالية السبت و الأحد على شكل منخفض ما بعد مداري أو عاصفة استوائية ضعيفة، و بالرغم من ذلك يُتوقع أن يترافق برياح قوية تصل إلى أكثر من 100 كم/س و أمواج عاتية بالإضافة إلى هطول أمطار مُتفاوتة الغزارة.
و يتحرك بعد ذلك المُنخفض الضعيف إلى سواحل المغرب العربي و يجلب بعض الهطولات المطرية العشوائية لأجزاء من دول المغرب العربي.
لماذا يُعَدُّ هذا المسار غير معتاد؟
المسارات التي تأخذ الأعاصير من وسط أو غرب المحيط الأطلسي مباشرة نحو جزر الأزور ثم إلى البرتغال أو السواحل الأوروبية يُعد غير معتاداً، حيث أن معظم الأعاصير في المحيط الأطلسي تتجه غرباً نحو الكاريبي أو الساحل الشرقي لأمريكا، أو تنعطف شمالاً أو شرقياً عند اقترابها من عرض البحر الشمالي، وتفقد قوتها قبل الوصول إلى أوروبا.
في التاريخ، هناك أمثلة نادرة لأعاصير أو نظم شبيهة تحقق شريطاً نحو الإيبيرية:
- إعصار ڤنس (Vince) عام 2005: يُعتبر من أبرز الأمثلة — إذ أصبح أول إعصار يُسجَّل أنه ضرب البرتغال/إسبانيا بخصائص مدارية. .
- إعصار غوردون (Gordon) عام 2006: وصل إلى جزر الأزور في حالة إعصارية، وكان أول إعصار من هذا النوع منذ عام 1992 يؤثر على الأزور.
هذا التاريخ يُظهر أن مثل هذه التحركات ليست استثنائاً، لكنها نادرة للغاية، مما يجعل حالة غابرييل مثيرة للاهتمام و الدراسة.