حرارة بحر العرب الأبرد منذ 27 عاماً.. كيف يؤثر ذلك على أمطار الخريف في الجزيرة العربية؟
تطبيق طقس العرب - يشهد بحر العرب هذا العام أقوى حالة تبريد منذ 27 عامًا، إذ انخفضت حرارة سطحه إلى مستويات غير مسبوقة منذ عام 1998، نتيجة تغيّرات في أنماط الرياح و الأنظمة الجوية الإقليمية. هذه البرودة اللافتة لا تقتصر على كونها، بل تمتد لتترك أثرًا مباشرًا في مناخ شبه الجزيرة العربية، خصوصًا على أداء الموسم الخريفي الذي يعتمد إلى حد كبير على حرارة مياه بحر العرب كمصدر رئيس للرطوبة.
علاقة حرارة البحر بدورة الأمطار
يُعدّ بحر العرب الخزان الرطوبي الأساسي الذي يغذّي الغلاف الجوي بالرطوبة الصاعدة، لتنشأ حالات عدم الاستقرار الجوي التي تُنتج أمطار الخريف في أنحاء واسعة من شبه الجزيرة العربية بما في ذلك السعودية. وعندما ترتفع حرارة سطحه، يزداد التبخر وترتفع معدلات الرطوبة، مما يهيّئ بيئة مثالية لتكوّن السحب الركامية.
أما في حالة تبريد سطح البحر كما هو حاصل منذ بداية الخريف، فإن عملية التبخر تتراجع، ويضعف نقل الرطوبة نحو الجزيرة العربية، وهو ما يؤدي إلى تراجع السحب وضعف الأمطار الخريفية.
اشتداد المرتفع العلوي والرياح الغارقة
تُسجّل فترات تبريد بحر العرب عادةً نشاطًا أقوى للمرتفع شبه المداري العلوي فوق الجزيرة العربية. هذا المرتفع يرافقه هواء هابط وجاف في الطبقات العليا، يزيد من استقرار الغلاف الجوي ويُضعف تكوّن السحب. ويؤدي ذلك إلى تراجع فرص تشكل حالات عدم الاستقرار الجوي الإقليمية.
إن تبريد بحر العرب إلى أدنى مستوياته منذ 27 عامًا لا يمر دون أثر، إذ يسهم في اشتداد المرتفع العلوي وضعف الرطوبة المدارية، مما ينعكس على تأخر الأمطار الخريفية وضعفها النسبي في الجزيرة العربية. ومع ذلك، تبقى الأنماط المناخية متغيرة، وقد تحمل الأسابيع القادمة تحسنًا تدريجيًا مع تحرّك الأنظمة المدارية أو ضعف المرتفع العلوي بمشيئة الله.
اللهم اسقنا الغيث و لا تجعلنا من القانطين
