دخان أبيض يتصاعد من باطن الأرض في المغرب يتسبب في حالة ذعر بين السكان
طقس العرب-شهدت منطقة تنكارف بإقليم أزيلال في المغرب حالة غامضة أثارت جدلاً واسعاً وفقاً لوسائل إعلام محلية.
حيث لوحظ تصاعد دخان أبيض كثيف من باطن الأرض بشكل مستمر، مما دفع السلطات إلى تشكيل لجان متخصصة للتحقيق في مصدر هذا الدخان وأسبابه.
ويشير سكان المنطقة إلى أن الدخان يتصاعد من نفس الموقع منذ عدة أيام. ورغم الجهود المبذولة من قبل لجنة تضم ممثلين عن السلطات المحلية وإدارة المياه والغابات للتحقق من الوضع، إلا أن الغموض لا يزال يكتنف هذه الظاهرة.
كما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق لحظات تصاعد الدخان من الشقوق الأرضية، مما أثار قلق الرعاة الذين يرتادون المنطقة بانتظام خوفاً من تأثيرات سلبية محتملة على المراعي والبيئة المحلية.
تشققات غامضة وأدخنة ونيران مشتعلة في باطن أراضي قرية #تنكارف قرب #أزيلال في #المغرب والسبب ما يزال مجهولاً حتى الآن.. ما القصة؟ pic.twitter.com/rPQo83OyLg
— blinx (@BlinxNow) August 20, 2024
أسباب هذه الظاهرة بحسب الخبراء
سعياً لتقديم تفسير علمي للظاهرة بعيداً عن التكهنات المحلية، تواصلت وسائل الإعلام مع نصر الدين اليوبي، خبير في المركز الوطني للبحث العلمي والتقني وأستاذ بكلية العلوم السملالية بمراكش وأكد اليوبي أن الظاهرة في نهاية المطاف طبيعية، مشيراً إلى أن المغرب شهد حوادث مشابهة في الماضي، مثل تلك التي وقعت في منطقة فاس سايس خلال ثمانينيات القرن الماضي.
وأوضح اليوبي أن هناك احتمالين لتفسير الظاهرة.
- الأول هو أن الدخان المتصاعد قد يكون ناتجاً عن احتراق نباتات الخث المتحللة التي توجد تحت الأرض وتُعرف بالـ"تورب" باللغة الفرنسية. هذه النباتات تتحول مع مرور الزمن إلى مادة عضوية تشبه الفحم، ويؤدي الجفاف إلى تسهيل اشتعالها.
- أما الاحتمال الثاني، فقد أشار اليوبي إلى إمكانية وجود ينابيع مائية ساخنة تُعرف علمياً باسم "Source hydrothermale"، مثل تلك الموجودة في عين مولاي يعقوب، حيث يكون الدخان المتصاعد نتيجة لسخونة المياه الباطنية.
وخلافاً لما يعتقده بعض سكان تنكارف، نفى اليوبي أن تكون الظاهرة ناتجة عن نشاط بركاني مستيقظ، مشدداً على أن كل الفرضيات تحتاج إلى دراسة علمية ميدانية، وهو ما يعتزم القيام به بالتعاون مع باحثين آخرين.
في سياق مشابه، أشار اليوبي إلى حادثة سابقة في حوض فاس سايس، حيث كان يُعتقد أن الدخان ناتج عن نشاط بركاني، إلا أن فريقاً علمياً فرنسياً أثبت أن درجات حرارة الطبقات الكلسية كانت طبيعية. كما لفت الانتباه إلى تشابه جيولوجي بين منطقتي تنكارف وفاس سايس، نظراً لوجود جبال قريبة من السهول.
يُذكر أنوسائل الإعلام كانت قد غطت إعلامياً حادثة مشابهة في مارس الماضي بدوار سيدي إبراهيم بإقليم الفقيه بنصالح، حيث انبعث دخان من فجوات أرضية مصحوب بروائح كريهة، مما أثار قلق السكان وفتح المجال لتفسيرات متنوعة، مشابهة لتلك التي تثار حالياً في تنكارف.
شاهد أيضا:
بنوك تركيا تحضر نفسها تحسباً لزلزال كبير.. ما القصة؟
الآلاف يطالبون بتعويضات بعد إصابتهم بمشكلات خطيرة بسبب لقاحات كورونا في بريطانيا