طقس العرب - تأثرت المملكة يوم الجمعة 22 حزيران 2012 بحالة قوية من عدم الاستقرار الجوي، جاءت نتيجة اندفاع متأخر لمنخفض جوي في طبقات الجو العليا، بالتزامن مع استجابة نشطة لمنخفض البحر الأحمر السطحي. وقد أدى هذا التلاقي النادر إلى نشوء اضطرابات جوية قوية امتدت على أجزاء واسعة من شمال ووسط المملكة.
شهدت محافظات المملكة الشمالية (وادي الأردن ومحافظات إربد وجرش وعجلون وأجزاء من محافظة البلقاء) هطول زخات غزيرة من المطر كانت مترافقة مع حدوث العواصف الرعدية التي دوت في سماء تلك المناطق بشكلٍ شديد الندرة عصر الجمعة 22-6-2012، وتساقط حبات البَرد ذات الحجم الكبير، وامتدت هذه الأمطار لاحقاً لتشمل لواء الرمثا وأجزاء من محافظة المفرق. كما تشكّلت عاصفة رعدية في جنوب الأراضي الفلسطينية وتحركت شرقاً لتؤثر على محافظة الكرك ومن ثم القطرانة ومطار الملكة علياء الدولي.
كما أن غزارة الأمطار الهاطلة عملت على تشكل السيول في العديد من الطرقات الرئيسية والفرعية في المحافظات المتأثرة بهذه الحالة، كما أدت إلى تشكل السيول في الأودية والشِعاب الصحراوية. وسجّلت محطات الرصد الجوية كميات أمطار تُعتبر تاريخية وتُسجّل لأول مرة في التاريخ الحديث لمثل هذا الوقت من العام، وتراوحت ما بين نِقاط و30 مم، أي ما يُناهز كميات الأمطار التي تُسجّل عند تأثر المملكة ببعض المنخفضات الجوية في فصل الشتاء. عدا عن ذلك، تأتي هذه الأمطار بعدما تأثرت المملكة بموجة حارة تاريخية نسبة لوقتها قبل عدة أيام.
وأدت العاصفة الرعدية التي أثّرت على محافظة الكرك والقطرانة والطريق الصحراوي، إضافة إلى منطقة مطار الملكة علياء الدولي، إلى هبوب رياح شديدة يُعتقد أن سُرعة الهبّات المُرافقة لها تجاوزت حاجز 90 كم/ساعة، وأدت إلى تشكل عواصف رملية محدودة تدنّى على إثرها مدى الرؤية الأفقية بشكل كبير. كما هطلت أمطار رعدية غزيرة في بعض المناطق التي أثرت عليها هذه العاصفة، ترافقت مع تساقط لزخات من البَرَد.
وقال المختصون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي إن مثل هذه الأنماط الجوية تُعتبر شديدة الندرة، ولا تحدث إلا مرة واحدة كل عدة سنوات، وتحتاج إلى ظروف جوية خاصة تسمح بتسرّب المنخفضات الجوية في طبقات الجو العليا إلى شرق المتوسط.
والله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول