معلومة هامة.. الفرق بين المنخفض الجوي وحالة عدم الاستقرار

طقس العرب - نقدّم لكم في هذا المقال شرحًا علميًا مبسّطًا لطبيعة الأنظمة الجوية التي تؤثر على الأردن، إذ أن عدم الإلمام بالمصطلحات الجوية قد يسبب نوعًا من الارتباك. وسنتناول في هذا التقرير شرح لكل من المنخفضات الجوية وحالات عدم الاستقرار الجوي، مع توضيح خصائص كل منهما وآليات تشكله، وكيف تؤثر هذه الظواهر بشكل مباشر على الأحوال الجوية في المملكة.

ما هو المنخفض الجوي؟

يتشكّل المنخفض الجوي نتيجة انخفاض الضغط الجوي في منطقة معينة، فينشأ نظام جوي واسع ومنظّم يتحرك عبر مسار محدد من منطقة إلى أخرى، ناقلًا معه مجموعة من الظواهر الجوية مثل الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، ونشاط الرياح.

فعلى سبيل المثال، عندما يبدأ منخفض جوي بالتأثير على الأردن، فإنه عادة يكون قد تشكّل فوق مناطق أخرى مثل وسط البحر الأبيض المتوسط، ثم يتحرك تدريجيًا شرقًا ليصل إلى سواحل بلاد الشام، ويمكن رصده بكل وضوح عبر صور الأقمار الاصطناعية وأنظمة الاستشعار عن بُعد وتتبع حركته ومركزه. ومع تحركه المنظّم، تنتقل الفعالية الجوية المصاحبة له بشكل تدريجي، فتهطل الأمطار أولًا في شمال المملكة، ثم تمتد إلى المناطق الوسطى، قبل أن تصل إلى جنوب وشرق البلاد.

ويمتاز المنخفض الجوي بأن تأثيراته تكون واسعة ومنتظمة، كما أن السحب التي ترافق المنخفضات الجوية تعرف بالسحب المُزن الطبقي الذي يغطي مساحة واسعة وينتج هطول الأمطار الشتوية التي ربما تستمر لعدة ساعات وغالبًا بشدة منتظمة وحدوث الأجواء الضبابية بسبب انخفاض قاعدة هذه السحب.

ما هي حالة عدم الاستقرار الجوي؟

تتشكل حالات عدم الاستقرار الجوي بآلية مختلفة تمامًا عن المنخفضات الجوية. إذ تنشأ هذه الحالات عندما يلتقي هواء دافئ صاعد من طبقات الجو السفلى (القريبة من سطح الأرض) مع هواء بارد هابط من طبقات الجو العليا فوق منطقة جغرافية محدودة، بالتزامن مع توفر رطوبة في الغلاف الجوي. يؤدي هذا الالتقاء إلى نشوء بيئة غير مستقرة تُحفّز تكوّن السحب الركامية.

وتترافق حالات عدم الاستقرار الجوي بتشكل سحب المُزن الركامي وتتطور هذه السحب عموديًا إلى ارتفاعات عالية/شاهقة في الغلاف الجوي، وتزداد سماكتها بشكل كبير، ما يؤدي إلى حدوث مجموعة من الظواهر الجوية القوية والمتباينة بحسب قوة الحالة.

الظواهر الجوية المصاحبة لحالات عدم الاستقرار الجوي:

العواصف الرعدية.

هطول زخات أمطار غزيرة خلال فترة زمنية قصيرة وفي نطاقات محدودة.

الرياح الهابطة والرياح الشديدة.

العواصف الرملية أو الغبارية خصوصًا في البادية.

تساقط زخات من البرد، وقد تكون كبيرة الحجم أحيانًا.

وتتميّز حالات عدم الاستقرار الجوي بأن تأثيرها لا يشمل كامل مناطق المملكة كما يحدث مع المنخفضات الجوية وبخاصة ذات الدرجات المتقدمة، بل تكون محصورة في نطاقات جغرافية ضيقة، وقد تشهد منطقة ما عاصفة رعدية قوية بينما تبقى منطقة قريبة منها دون هطول أمطار او تشهد هطولات مطرية أقل شدة.

وترتفع خلال حالات عدم الاستقرار الجوي مخاطر السيول المفاجئة والسيول المنقولة، ماذا نقصد بـ السيول المفاجئة والسيول المنقولة:

السيول المفاجئة (Flash Floods):

هي السيول التي تتكوّن بسرعة كبيرة بعد هطول أمطار غزيرة في منطقة محدودة وخلال فترة زمنية قصيرة وتُعد من أخطر أنواع السيول لأنها تحدث فجأة، وغالبًا ما تجرف كل ما في طريقها من مركبات أو أشخاص أو ممتلكات وتحدث هذه السيول عادة في المناطق الجبلية أو المنحدرات أو المدن ذات البنية التصريفية الضعيفة، وتكون الأمطار السبب المباشر لها.

السيول المنقولة (Runoff Floods):

هي السيول التي تصل إلى منطقة ما لم تشهد هطولًا للأمطار وتأتي هذه السيول من مناطق بعيدة ، أي أن مصدرها يكون عادةً من أعالي الجبال نحو الأودية والمناطق المنخفضة وتتحرك هذه المياه عبر مجاري الأودية ومجاري تكون قد حفرتها سابقًا لتصل إلى مناطق منخفضة، وقد تفاجئ السكان هناك رغم أن الجو لديهم قد يكون مستقرًا.

والله أعلم.