الموسم المطري الحالي يُصنّف بالأضعف منذ عقود.. ما الأسباب وهل يمكن أن تتكرر؟

2025-05-22 2025-05-22T08:05:30Z
هشام جمال
هشام جمال
كاتب مُحتوى جوّي

طقس العرب - أصدرت إدارة الأرصاد الجوية تقريرًا إحصائيًا يُفيد بأن الموسم المطري الحالي 2024/2025 يعتبر أضعف موسم مطري منذ موسم 1978/1979، والاتجاه العام للمواسم المطرية يدل على تناقص متوسط كميات الأمطار الموسمية للمملكة بحوالي 0.6 ملم لكل موسم مطري.

 

عِدّة أسباب جعلت من الموسم المطري ضعيفًا هذه اللحظة في الأردن

وأوضح مختصو طقس العرب أن السبب الأول لضعف الموسم المطري هو أن شكل الأنظمة الجوية في النصف الشمالي للكرة الأرضية كان يتسبب باندفاع الكتل الهوائية الباردة إلى المملكة وشرق المتوسط بمحور جاف، أي إن الكتل الهوائية الباردة لم تعبر مسطحات مائية واسعة وكانت تسلك مسارًا قاريًا ويصاحبها تمدد للمرتفع الجوي السيبيري، والذي نتج عنه موجات البرد والصقيع التي حدثت في نهايات نوفمبر ومنتصف ديسمبر.

 

كما أن السبب الثاني لضعف الموسم المطري هو حدوث تعرّج كبير للتيار النفاث القطبي نحو جنوب القارة الأوروبية ووسط المتوسط وشمال إفريقيا، ما نتج عنه تركز المنخفضات الجوية على تلك المناطق، وترافقت بأمطار غزيرة وتساقط كثيف للثلوج، وكانت تدفع بالمقابل بالمرتفعات الجوية القوية نحو المملكة وشرق المتوسط.

 

واستكمالًا للأسباب آنفة الذكر، فإن ضعف الموسم المطري يرجع إلى تطور دورة مناخية في المحيط الهادئ، تحديدًا قبالة سواحل البيرو، تُدعى "اللانينيا"، والتي تعني حدوث تبريد في مياه المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ وانخفاض درجة حرارة المياه عن المعدلات، والتي انعكست على المنطقة باشتداد المرتفعات الجوية التي تعمل كحاجز صد أمام تقدم المنخفضات الجوية.

 

وفي إجابة على تساؤل حول ما إذا كانت هذه الأسباب قد تؤثر على الموسم المطري المقبل، أو تؤدي إلى ضعف مشابه في الأمطار، أكد المختصون في مركز طقس العرب أن الأنماط الجوية تتغير من عام إلى آخر. ويُعتبر التباين في كميات الأمطار من أبرز سمات مناخ المملكة. ويأمل الجميع أن يكون الموسم القادم مليئًا بالأمطار الوفيرة، وأن تتحسن الأوضاع المناخية في المستقبل.

 

هل للتغير المناخي سبب في ضعف الموسم المطري الحالي؟

وفي إجابة على هذا التساؤل، يمكن الخوض في زمام الأمور أكثر؛ إذ إن الغلاف الجوي والمحيطات يتبعان دورات طبيعية تمتد من 5 إلى 30 سنة، حيث يقومان بفرز أنماط جوية معينة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. وفي نفس الوقت، نشهد ظاهرة الانحباس الحراري التي تفاقمت منذ بداية الثورة الصناعية في عام 1840 وحتى الوقت الحاضر. ففي هذه الفترة، ساهم الإنسان بشكل كبير في زيادة انبعاث الغازات الدفيئة التي تحبس الحرارة داخل الغلاف الجوي وتعكسها مرة أخرى نحو الأرض، ما أسفر عن ارتفاع درجات الحرارة بمقدار يتراوح بين 1-2 درجة مئوية.

 

ويوضح طقس العرب أنه رغم أن ظاهرة الاحتباس الحراري موجودة منذ سنوات طويلة، فإن التغيرات الجوية التي نشهدها الآن ترتبط بشكل كبير بحرارة سطح المحيطات وتوزيع الكتل الهوائية حولنا، وبالرغم من ذلك لا يمكن الجزم بأن التغير المناخي هو المسبب الرئيسي في ضعف الموسم المطري، بالذات أن مناخ المملكة متذبذب من حيث كميات الأمطار في المواسم الشتوية. كما أنه لا يمكن غضّ النظر عن أن الانحباس الحراري ساهم في زيادة تطرف الأحوال الجوية في المنطقة بعد مشيئة الله. وبالرجوع إلى البيانات التاريخية، نجد أن ضعف الموسم المطري الذي نعيشه ليس بالأمر غير المألوف أو الاستثنائي، بل حدث في فترات سابقة وسيتكرر بإذن الله في المستقبل مرات عديدة.

 

والله أعلم.

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
الأردن: انخفاض على درجات الحرارة ونشاط واضح على سرعة الرياح يوم الجمعة

الأردن: انخفاض على درجات الحرارة ونشاط واضح على سرعة الرياح يوم الجمعة

 الأردن: مع ارتفاع الحرارة: هذه أخطر الأفاعي السامة في المملكة… تعرّفوا عليها

 الأردن: مع ارتفاع الحرارة: هذه أخطر الأفاعي السامة في المملكة… تعرّفوا عليها

فاكهة المشمش في التراث الزراعي المشرقي

فاكهة المشمش في التراث الزراعي المشرقي

درجات الحرارة ترتفع بشكل إضافي الخميس ونشاط متوقع على سرعة الرياح الجمعة

درجات الحرارة ترتفع بشكل إضافي الخميس ونشاط متوقع على سرعة الرياح الجمعة