طقس العرب - تشهد بحيرة القرعون، أكبر خزان مائي اصطناعي في لبنان، انخفاضًا حادًا في منسوب المياه خلال الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى سلسلة من التداعيات السلبية التي تهدد الأمن البيئي والغذائي والطاقي في منطقة البقاع الغربي.
الانخفاض الحاد في مستوى المياه أدى إلى تقلص مساحة البحيرة، حيث تحولت مساحات شاسعة إلى أراضٍ مكشوفة وجافة، مع بقاء المياه في مناطق محدودة ومتفرقة، هذه التغيرات البيئية أثرت سلبًا على النباتات المائية، خصوصًا الأعشاب التي تشكل الغذاء الرئيسي للماشية والرعي في المنطقة، ما شكل ضغوطًا متزايدة على المجتمعات الزراعية.
وفقًا لتصريحات المدير العام للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني، سامي علوية، فإن مشكلة شح المياه في بحيرة القرعون لا يمكن فصلها عن تفاقم ظاهرة تلوث المياه في لبنان، هذا التداخل بين ندرة المياه وتلوثها يزيد من تعقيد الأزمة، ويفاقم من المشاكل الصحية والبيئية، كما يرفع من وتيرة النزاعات على الموارد المائية بين السكان والمزارعين.
كان يعتمد المزارعون على مياه البحيرة بشكل رئيسي لري محاصيلهم، إلا أن استمرار شح المياه اضطرهم إلى اللجوء إلى مصادر بديلة مثل مياه الآبار، التي لا تغطي الاحتياجات بالكامل، ما أدى إلى تلف واسع في المحاصيل البعلية الأساسية، مثل القمح والعدس والحمص والشعير، نتيجة لانخفاض هطول الأمطار وشح المياه.
انخفض منسوب المياه قبل موعده المعتاد بثلاثة أشهر، ما تسبب في تلف حوالي 20% من الأراضي الزراعية المروية في البقاع الغربي، حسب تصريحات إبراهيم ترشيشي، رئيس تجمع مزارعي البقاع، الذي أشار إلى أن الزراعات البعلية تعرضت لضرر شامل، مما يهدد استقرار الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي في المنطقة.
إضافة إلى التأثيرات البيئية والزراعية، تراجع منسوب المياه أثر أيضًا على إنتاج الطاقة الكهرومائية، حيث يعتمد لبنان على بحيرة القرعون لتشغيل معمل عبد العالم لتوليد الكهرباء. توقف المعمل بسبب نقص المياه زاد من أزمة الكهرباء التي تعاني منها البلاد منذ سنوات، وأثقل كاهل الاقتصاد الوطني.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول