المرتفع السيبيري يعيد بناء نفسه: هل يُنذر ذلك باقتراب موجات البرد؟

2025-10-04 2025-10-04T10:32:01Z
هشام جمال
هشام جمال
كاتب مُحتوى جوّي

يتابع مختصون مركز طقس العرب الإقليمي آخر تطورات الخرائط الجوية الخاصة بالضغوط الجوية ودرجات الحرارة في الطبقات الدنيا من الغلاف الحوي، مع التركيز على منطقة سيبيريا. وأظهرت المتابعات أن المرتفع السيبيري القاري بدأ في إعادة بناء نفسه، حيث وصلت قيم الضغط الجوي إلى أكثر من 1040 مليبار، مع درجات حرارة منخفضة تحت الصفر بحوالي 25 درجة مئوية.

 

المرتفع السيبيري والكتل الهوائية قارسة البرودة

يصحب المرتفع السيبيري كتلة هوائية قارية قارسة البرودة وجافة. ومع بداية فصل الخريف، تنخفض أشعة الشمس تدريجيًا في المناطق الشمالية من الكرة الأرضية، بما في ذلك سيبيريا، ما يؤدي إلى تبريد سريع لسطح الأرض خلال الليل. هذا التبريد الإشعاعي يجعل الهواء كثيفًا وثقيلًا، ويبدأ بالتجمع عند السطح، مما يرفع قيم الضغط الجوي ويؤدي إلى تكوين المرتفع الجوي السيبيري على نطاق واسع.

 

وتعزز الرياح الباردة القادمة من القطب الشمالي من برودة الهواء فوق سيبيريا، مما يزيد من قوة المرتفع الجوي وسيطرته على المنطقة. وعلى الرغم من بطء بناء المرتفع السيبيري في الخريف، إلا أن برودة الهواء السطحي وكثافته العالية تسرّع من تكوينه، لتصبح عملية بناء المرتفع أكثر استقرارًا وقوة مع اقتراب الشتاء.

 

تأثير المرتفع السيبيري على المناطق المختلفة

يعد المرتفع السيبيري أحد أهم الأنظمة الجوية في نصف الكرة الشمالي خلال فصلي الخريف والشتاء، ويؤثر مناخيًا على عدة مناطق واسعة:

سيبيريا وآسيا الوسطى: مركز الضغط الجوي فوق سيبيريا، يجلب هواءً بارداً جداً وجافاً.

شرق آسيا: يشمل الصين، منغوليا، وكوريا الشمالية والجنوبية، مع انخفاض حاد في درجات الحرارة نتيجة الرياح الشمالية الباردة.

اليابان: قد يشهد بعض المناطق الغربية والشمالية تساقطاً كثيفاً للثلوج بسبب تأثير الرياح القطبية على الهواء الرطب القادم من بحر اليابان.

أوروبا الشرقية: يمتد أحيانًا إلى روسيا، أوكرانيا، وبيلاروسيا، مؤدياً إلى فصول شتاء باردة جداً وجافة.

شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط: يمتد تأثيره في بعض الحالات إلى بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، مسبّبًا موجات برد جافة خلال نهايات الخريف وفصل الشتاء.

الهند: يؤثر على الرياح الموسمية الشتوية، بما يؤدي إلى أجواء باردة وجافة خاصة في شمال الهند.

 

هل يعني بناء المرتفع السيبيري موجات برد قريبة من الوطن العربي؟

على الرغم من بدء بناء المرتفع السيبيري، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة قرب موجات باردة شديدة إلى الوطن العربي الا أن فرص تمدده تتزايد في شهر نوفمبر وديسمر وتبقى فرصة امتداده للوطن العربي مرتفعة مناخيًا في فصل الشتاء ويعد المرتفع من المصادر الرئيسة للكتل الهوائية القارية الباردة، ويؤثر مناخيًا على اختلاف الفترات الزمنية بشكل رئيسي على نصف الكرة الشمالي.

 

والله أعلم.

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
الأردن تنبيه من تشكل الضباب هذه الليلة في بعض القمم الجبلية

الأردن تنبيه من تشكل الضباب هذه الليلة في بعض القمم الجبلية

مفاجأة .. الرياض تفقد 41 دقيقة من ساعات النهار في أكتوبر!

مفاجأة .. الرياض تفقد 41 دقيقة من ساعات النهار في أكتوبر!

السعودية سحب ركامية وأمطار رعدية تشمل 3 مناطق إدارية الإثنين 6 أكتوبر

السعودية سحب ركامية وأمطار رعدية تشمل 3 مناطق إدارية الإثنين 6 أكتوبر

مصر هل تهطل الأمطار نهاية الأسبوع؟ كتلة هوائية أقل حرارة تؤثر على الجمهورية

مصر هل تهطل الأمطار نهاية الأسبوع؟ كتلة هوائية أقل حرارة تؤثر على الجمهورية