طقس العرب - يُعد عام 1816 واحدًا من أكثر الأعوام غرابة في السجلات المناخية، حيث عُرف عالميًا بـ"عام بلا صيف" أو "عام الفقر"، نتيجة تبعات ثوران بركان جبل تامبورا في إندونيسيا عام 1815، والذي يُعد من أعنف الثورات البركانية المسجلة في التاريخ الحديث.
أدى ثوران بركان تامبورا إلى قذف كميات هائلة من الرماد البركاني والغازات الكبريتية إلى طبقات الجو العليا، مما أدى إلى تشكّل غطاء كثيف من الرماد والجسيمات الدقيقة حول الكوكب. ونتيجة لذلك، حُجبت أشعة الشمس جزئيًا عن سطح الأرض، ما تسبب في انخفاض حاد بدرجات الحرارة عالميًا.
في أعقاب هذا الثوران الضخم، شهد العالم تقلبات جوية شديدة؛ حيث انخفضت درجات الحرارة خلال فصل الصيف بشكل لافت، وتعرضت مناطق واسعة في أوروبا وأمريكا الشمالية لتساقطات ثلجية نادرة وغير مسبوقة في أشهر الصيف. وسُجّلت درجات حرارة شديدة البرودة استمرت لأسابيع.
وساهم الطقس المتطرف في تدمير واسع للمحاصيل الزراعية، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء وارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية. وأسفرت هذه الظروف عن مجاعات واسعة النطاق، لا سيما في أوروبا، وتسببت في معاناة شديدة بين الفئات الأكثر فقرًا، مع تسجيل حالات وفيات عديدة مرتبطة بالجوع وسوء التغذية.
ولم يقتصر تأثير "عام بلا صيف" على النواحي الاقتصادية والزراعية فحسب، بل امتد ليشمل الأنظمة البيئية، حيث اختلت مواعيد نمو النباتات وتغيرت أنماط هجرة الطيور والحيوانات، في حدث اعتُبر من أبرز الكوارث البيئية المرتبطة بالنشاط البركاني في التاريخ المسجل.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول