تقرير مناخي يُسلّط الضوء على ضعف انطلاقة الموسم المطري واقتصار الهطولات على 3 محافظات

كتبها محمد عوينة بتاريخ 2025/10/26

تطبيق طقس العرب - أُصدر داخل تطبيق طقس العرب تقريراً يرصد واقع الموسم المطري الحالي في الأردن، و يتناول التقرير عدداً من المحاور العلمية، من أبرزها تحليل الأداء المطري منذ بداية الموسم، و دراسة مدى تكرار ظاهرة تأخر أو انحباس الأمطار في الأسابيع الأولى من المواسم المطرية، إضافةً إلى استعراض الأسباب العلمية التي أدت هذه الانطلاقة الضعيفة للغاية للموسم المطري الحالي.

 

الأداء المطري حتى اللحظة في المملكة 

و يُعرّف الأداء المطري بأنه النسبة المئوية لكمية الأمطار التراكمية الهاطلة بالمقارنة مع كمية الامطار التراكمية المُفترض هطولها حتى تاريخ مُعين.

و تُظهر بيانات إدارة الأرصاد الجوية الأردنية بأن الأداء المطري للموسم المطري الحالي و حتى نهايات شهر أكتوبر 2025 يُعاني من نقص في كميات الأمطار المُفترض أن تكون هاطلة لمثل هذا الوقت من العام في معظم مناطق المملكة، حيث أن 3 محافظات فقط في المملكة شهدت بعض الهطولات المطرية.

حيث توضّح تلك البيانات بأن غالبية محافظات الأردن لم تتلقَ أية هطولات مطرية منذ بداية الموسم بما في ذلك مناطق البادية التي تشهد بالعادة حالات من عدم الاستقرار الجوي في هذا الوقت. كما و تظهر ذات البيانات بأن محافظتي إربد و عجلون شهدت بعض الملمترات المتواضعة من الأمطار و هي تمثل أقل من 15% مما هو مفترض هطوله حتى هذه اللحظة.

و يعني ذلك أن 9 محافظات لم تتلقَ أية هطولات مطرية بالرغم من اقتراب انتهاء شهر أكتوبر/أول، و بالتالي فإن معدل ما هطل في المحافظات لم يتجاوز 1% بالمقارنة مع كميات الأمطار المفترض أن تكون هاطلة لمثل هذا الوقت من العام.

 

 

البداية الضعيفة للموسم المطري …هل حدثت من قبل؟

ولا يقتصر الضعف المطري على الأردن فحسب بل تُعاني المنطقة بأسرها من تأخر في الأمطار الخريفية حتى اللحظة، إذ لم تتأثر المنطقة بأية حالات جوية رئيسية ساهمت في هطول أمطار "هامة" خلال الشهر الحالي. 

و في أمر إيجابي، تُظهر السجلات المناخية في الأردن أن حالات الضعف المطري في بداية المواسم ليست جديدة على مناخ المملكة، إذ يتكرر حدوثها في العديد من المواسم السابقة. و يُعزى ذلك إلى الطبيعة المتقلبة للمناخ الأردني الذي يقع في منطقة انتقالية بين المناخين الصحراوي ومناخ البحر الأبيض المتوسط، ما يجعله عرضة لتذبذب كبير في كميات الأمطار من عام إلى آخر.

بل و يؤكد ذلك ما تُشيره إليه البيانات المناخية من إدارة الأرصاد الجوية الأردنية إلى أن المملكة شهدت ضعفاً أو انحباساً في بدايات الموسم المطري خلال نحو 50 موسماً من أصل 100 موسم سابق، أي ما نسبته 50% من المواسم المطرية المسجَّلة. و يعكس ذلك بوضوح مدى التقلب الكبير في الأداء المطري خلال بدايات المواسم.

 


 

أسباب البداية الضعيفة في الموسم المطري

و يُعزى السبب الرئيسي وراء حالة الضعف المطري الحالي في الأردن إلى غياب الأنظمة الجوية الفعّالة بشقيها سواء كانت المنخفضات الجوية أو حالات عدم الاستقرار الجوي، التي تُعدّ السمة الأبرز عادة خلال شهري تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر). ويعود ذلك إلى غياب الكتل الهوائية الباردة في طبقات الجو العليا، القادمة عادة من أوروبا نحو شرق البحر الأبيض المتوسط.

فقد أدّى توزيع الأنظمة الجوية في نصف الكرة الشمالي خلال الأسابيع الماضية إلى تركز اندفاع تلك الكتل الباردة نحو القارة الأوروبية، وهي مناطق شهدت بالفعل هطولات مطرية غزيرة فاقت معدلاتها المعتادة و درجات حرارة متدنية، في حين بقيت مناطق بلاد الشام والجزيرة العربية تحت تأثير المرتفع الجوي شبه المداري، مما حد من تشكّل المنخفضات الجوية وحالات عدم الاستقرار. 

وحتى اللحظة، لا تُظهر المؤشرات الجوية وجود تغيّر في الأنماط الجوية خلال ما تبقى من شهر أكتوبر يسمح بعودة الأمطار إلى المملكة، إلا أن التوقعات الفصلية و الشهرية داخل تطبيق طقس العرب تُشير إلى احتمال حدوث تغيّرات على المنظومة الجوية لاحقاً و تحمل معها تحسن على الأمطار الخريفية.

 

وتبقى رحمة الله تعالى فوق كل شيء، ونسأل المولى عز وجل أن يرزقنا الغيث.



تصفح على الموقع الرسمي



عاجل | الدول العربية المشمولة بالأمطار والبروق هذا الأسبوعالأردن | درجات حرارة أقرب للصيفية منتصف الأسبوع .. تفاصيلهل تعود درجات الحرارة لمستويات شبه صيفية الأيام القادمة؟الأردن: طقس بارد نسبيًا الليلة وصباح الأحد والحاجة لارتداء معطفمعلومة قد لاتعرفها.. التحكم بالطقس باستخدام نبضات الليزركيف يؤثر الطقس على مزاجنا؟متى تبدأ الأجواء الباردة؟تعديل تلقائي على ساعات الأردنيين الجمعة القادمة (التفاصيل)