العربية
طقس العرب - مرّت ثماني سنوات على السعودية، وخلال هذه السنوات، تمكّن السعوديون من إبهار العالم بإنجازاتهم الحديثة. وفي الخامس والعشرين من أبريل عام 2016، وقّع الملك سلمان بن عبدالعزيز على رؤية 2030 خلال جلسة استثنائية لمجلس الوزراء السعودي. هذه الرؤية كانت مفاجأة للسعوديين وللعالم، إذ جاءت بطموحٍ لم تشهده المنطقة من قبل في العصر الحديث.
ونقتبس من قول الأمير محمد بن سلمان خلال حديثه عن رؤية المملكة 2030 في إحدى المقابلات الإعلامية أن هذه الرؤية ليست مجرد خطة عمل، بل هي خارطة طريق تم ابتكارها، حيث بدأت القطاعات الحكومية تتحرك بسرعة بعد عمليات غربلة وإصلاحات شاملة بدأت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ عام 2015.
وبدأت هذه القطاعات تصيغ خططها بناءً على مستهدفات وأسس واضحة وضعتها الرؤية، التي تستهدف تحقيق أهدافها في مدة زمنية لا تتجاوز 14 عامًا. وتم طرح كل هذه الخطط، ومن قبلها الرؤية، بشفافية تامة أمام السعوديين والعالم، حيث كانوا يشهدون تنفيذ ما تم تحديده، مع مراجعة الجوانب التي تستدعي التعديل لضمان العودة السريعة لتنفيذ الأهداف وفقًا للمعايير المعلنة والمحددة.
وبمجرد إعلان رؤية البلاد، أطلق الملك سلمان كلمات مؤثرة تعكس التزامه بتحقيق النجاح:
"هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك."
وأضاف عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان قائلاً:
"يسرني أن أقدّم لكم رؤية الحاضر للمستقبل، التي نريد أن نبدأ العمل بها اليوم للغد، بحيث تعبر عن طموحاتنا جميعًا، وتعكس قدرات بلادنا. دائمًا ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة."
تُكشف ثلاث ركائز أساسية على وجه الوضوح عن نية الدولة السعودية للانتقال إلى مرحلة جديدة، بناءً على رؤية 2030، بهدف تحقيق مستقبل أفضل لإحدى أسرع الدول نموًا في العالم عبر كافة المجالات.
وعلى الرغم من أن البعض ينظر إلى هذه الرؤية بنظرة محدودة تركز فقط على الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل، إلا أن أول ركيزة أعلنت عنها كانت المجتمع، تحت شعار "مجتمع حيوي". فالرؤى، مهما كانت عظيمة في التخطيط لتنفيذها، لن تتحقق دون مشاركة وتبني المجتمعات لها، وتفاعلها معها، والعمل المشترك على تحقيقها.
وهذا ما أكده الأمير بعد عامٍ من إطلاق الرؤية، حيث قال:
"أنا واحدٌ من عشرين مليون نسمة... أنا لا شيء بدونهم... أنا أقل وأضعف مثالاً فيهم كلهم... هم من يحفزونني وهم من يدفعوننا للأمام."
هذه الكلمات تعكس تواضع الحاكم أمام المحكوم، والذي كان سمة حكام السعودية طوال العقود، ولكن في الحقيقة تعبر عن ثقة الأمير المطلقة بعشرين مليون سعودي وسعودية، الذين آمنوا بحلمه منذ اللحظة الأولى.
وتجسّد ثاني ركائز الرؤية الوطنية "اقتصاد مزدهر" جوانب مهمة من تحول الاقتصاد السعودي. ورغم أن السعودية والسعوديين استفادوا طوال السنوات الماضية من اقتصادٍ قوي يعتمد بشكل أساسي على النفط والموارد الطبيعية الغنية، إلا أنهم لم يستغلوا هذه الثروات بالقدر الكافي ومتنوّع.
بدأت الرؤية الوطنية بتحديد هذه الحقيقة، إذ تنبأت بنفاد المصادر البترولية في المستقبل، مما دفع بالمملكة لاستكشاف وتطوير مصادر دخل جديدة ومتنوعة، وعلى الرغم من أهمية النفط الاستراتيجية، فإن الرؤية أكدت ضرورة تنويع الاقتصاد الوطني وتطوير قطاعات أخرى.
وبفضل هذا الاتجاه الجديد، شهدت السعودية نهضة اقتصادية في قطاعات متعددة، بدءًا من الصناعات بمختلف فروعها وانتهاءً بالسياحة والرياضة والفضاء، وتحققت إنجازات ملموسة وسريعة في مختلف المجالات خلال السنوات القليلة الأولى من إطلاق الرؤية، مما أثار إعجاب العالم وجذب انتباهه إلى الإمكانيات الاقتصادية الكبيرة التي تحملها المملكة.
وتجسد الركيزة الثالثة للرؤية، "وطن طموح"، إيمان السعوديين بأن لا حدود لطموحاتهم، وأن وطنهم يتميز بقدرته على تحقيق الطموحات الكبيرة. يشارك السعوديون أحلامهم مع قادتهم، ويعملون جماعياً نحو تحقيقها، مستلهمين من عبارة قائدهم الشهيرة "طموحنا عنان السماء"، التي أصبحت شعاراً يرددهم يومياً، وتعكس إصرارهم على بناء مستقبلٍ زاهر.
اقرأ أيضا:
السعودية | 3 اختراعات للجامعة السعودية الإلكترونية بمعرض جنيف الدولي
السعودية | متى موعد بداية العام الدراسي 1446؟
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
