طقس العرب - سنان خلف - تخيّل أن تستيقظ في صباح شتوي في الرياض، العاصمة السعودية التي تشتهر بصيفها الحار وجوها الصحراوي الجاف، لتجد الأرض مغطاة بطبقة بيضاء من الثلج. مشهد غير معتاد يثير التساؤلات: هل من الممكن أن يحدث ذلك فعلاً؟ وهل سبق أن شهدت الرياض تساقطًا للثلوج؟
بدايةً، لا بد أن نفهم أن الرياض تقع ضمن مناخ صحراوي حار وجاف معظم أوقات السنة، حيث تسود الكتل الهوائية الحارة وقلة الرطوبة، ومع ذلك، قد تدخل المدينة كتل هوائية قطبية باردة قارسة البرودة قادمة من الشمال والشمال الشرقي في فصل الشتاء.
ولكن، لكي يتساقط الثلج لا يكفي وجود البرد وحده، بل يجب توفر رطوبة كافية في الجو ووجود تيارات هوائية صاعدة تسمح بتكوين السحب التي تحمل الثلج، ولأن هذه العناصر نادرًا ما تجتمع في سماء الرياض، فإن تساقط الثلوج يبقى حدثًا استثنائيًا ونادرًا جدًا.
رغم ندرة هذا الحدث، إلا أن مدينة الرياض شهدت تساقطًا ثلجيًا موثقًا بتاريخ 3 يناير 1973م (29 ربيع الآخر 1392هـ)،
في ذلك اليوم تساقطت الثلوج على عموم مدينة الرياض، وكانت متراكمة في مناطق شمال وغرب الرياض مثل الدرعية، وغطت الأرض بطبقة بيضاء من الثلج بلغت سماكتها 20 سم استمرت لساعات، وذلك بعد منخفض جوي استمر لأيام ترافق مع انخفاض حاد في درجات الحرارة ورطوبة غير معتادة، والحدث وثقته صحيفة "الجزيرة" آنذاك.
و عند إلقاء النظر على الخرائط الأرشيفية الخاصّة بتلك الفترة ، يتوضّح لنا اندفاع نادر جدّاً لكُتلة هوائية باردة جداً و قطبية المنشأ قادمة عبر مناطق وسط و شرق روسيا نحو دول آسيا الوسطى و إلى إيران مع انحدارها نحو عُمق الأراضي السعودية مما أدى إلى إنخفاض درجات الحرارة بشكل شديد و غير معهود في أغلب مُدن المملكة.
لو تكررت هذه الظاهرة في الوقت الحالي، فإنها ستشكل تحديًا كبيرًا للمدينة، فمن المتوقع أن يؤدي تساقط الثلوج إلى:
في المقابل، ستكون فرصة نادرة لتجربة مناخية جديدة وفهم أفضل لتأثيرات التغيرات المناخية على المناطق الصحراوية.
مع استمرار التغيرات المناخية العالمية، قد نشهد زيادة في الظواهر الجوية المتطرفة، إلا أن التوقعات تشير إلى أن مناخ المنطقة يتجه إلى المزيد من الارتفاع على درجات الحرارة، مما يقلل احتمالية تساقط الثلوج مستقبلاً، لكن الطبيعة لا تخلو من المفاجآت، ومن يدري؟ قد يكون المستقبل يحمل لنا مفاجآت بيضاء في قلب الصحراء!
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول